عكاظ (جدة)
بحضور المديرة العامة لمنظمة اليونسكو إرينا بوكوفا، وسفير خادم الحرمين الشريفين الدكتور خالد العنقري، وحشد كبير من السفراء والدبلوماسيين والمثقفين، أُقيم في مقر منظمة اليونسكو بباريس أمس (الإثنين) حفل توديع المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى المنظمة الدولية الدكتور زياد بن عبدالله الدريس، الذي أنهى في ٣٠ ديسمبر الماضي فترة عمل امتدت لعشر سنوات كانت حافلة بالكثير من الفعالية والنشاط والمبادرات، ليس في ما يخص الحضور السعودي فقط بل والحضور العربي.
وقد عبّرت عن ذلك بوكوفا التي عدّت في كلمتها الإنجازات التي وقف الدريس خلفها ودفعها للواجهة ودعمها، بحيث استطاع أن يصنع صورة استثنائية لسفير دولة لدى اليونسكو.
كما أكّد هذه الشهادة رئيس المجموعة العربية سفير لبنان لدى اليونسكو البروفسور خليل كرم، الذي ذكر في كلمته أن المجموعة ستفتقد البعد الثقافي والحس الدبلوماسي اللذين كان يتعامل بهما الدكتور الدريس مع القضايا العربية. كما أشاد خصوصاً بالمبادرة الفذة منه بتأسيس احتفالية اليوم العالمي للغة العربية.
كما طلب سفير هولندا ليونيل فير الكلمة فتحدّث عن أن زياد الدريس لم يكن معنياً بالقضايا العربية والإسلامية فقط، كما قد يظن البعض، ولكنه كان ممثلاً للإنسانية أيضاً، وقد تجلت هذه الخصلة، حسب السفير الهولندي، في مواقف كثيرة من أهمها المبادرة الدولية التي يجب أن تُسجل باسم السفير الدريس في استصدار قرار (ثقافة الاحترام) الذي اعتمدته منظمة اليونسكو العام الماضي بالإجماع بعد مساعٍ ومفاوضات مع الأطراف والتوجهات المختلفة امتدت لعام ونصف العام.
ثم تحدث زياد الدريس معبّراً عن امتنانه لكل الكلمات اللطيفة، وقد شكر فيها القيادة الحكيمة لبلاده على الدعم المتواصل الذي لقيه طوال فترة عمله، مقدّما مقارنة طريفة عنه بالصور بين عامي ٢٠٠٦ و٢٠١٦ ضحك لها حشد الضيوف كثيراً، ثم اختتم الدريس حديثه بقصيدة كتبها لليونسكو حظيت بإعجاب الجميع.
وفِي ختام الاحتفالية أعلنت المديرة العامة عن منح المنظمة للسفير الدكتور زياد الدريس، ميدالية اليونسكو الذهبية، التي تُمنح عادةً لرؤساء الدول، تثميناً لجهوده النوعية إبان فترة عمله.
أبرز الإنجازات السعودية التي تحققت في منظمة اليونسكو في المدة ٢٠٠٦ - ٢٠١٦م
- إنشاء برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز لدعم وتفعيل اللغة العربية:
تأسس في عام ٢٠٠٧ بدعم قدره ثلاثة ملايين دولار قدمها الأمير الراحل يرحمه الله. وقد أسهم البرنامج منذ تأسيسه في نقل اللغة العربية من المنافسة على اللغات الأقل مكانةً وحضوراً في المنظمة، مع اللغتين الروسية والصينية، إلى مزاحمة اللغة الإسبانية على المركز الثالث في الأهمية، بعد لغتي العمل الانجليزية والفرنسية.
- إنشاء برنامج الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتعزيز ثقافة الحوار والسلام:
تأسس في عام ٢٠٠٩ باهتمام من الملك الراحل يرحمه الله، وبدعم قدره خمسة ملايين دولار. وقد نظم البرنامج العديد من الندوات العلمية والمبادرات الشبابية على المستوى الدولي في مجالات الحوار والتنوع الثقافي. ومن أبرز ذلك مؤتمر دولي عُقد في جدة عام ٢٠١٢ شارك فيه فتيان وفتيات من ٥٠ دولة حول العالم.
- تأسيس احتفالية اليوم العالمي للغة العربية:
بمبادرة من المندوب السعودي الدائم اتخذ المجلس التنفيذي للمنظمة في عام ٢٠١٢ قراراً دولياً بالاحتفال باليوم العالمي للغة العربية في ١٨ ديسمبر من كل عام.
ومنذ ذلك الحين أصبحت المدن العربية والمدن المستعربة (ذات الجالية العربية الكبيرة) تحتفل بهذه المناسبة من خلال فعاليات تربوية وثقافية وفنية متنوعة.
- لائحة التراث العالمي:
يوجد أربعة مواقع سعودية في لائحة التراث العالمي حتى اليوم.
وقد دخلت المملكة اللائحة لأول مرة في عام ٢٠٠٨ وذلك عبر تسجيل (مدائن صالح).
وفي عام ٢٠١٠ تم تسجيل (الدرعية القديمة).
وفي عام ٢٠١٤ تم تسجيل (جدة التاريخية).
وفي عام ٢٠١٥ تم تسجيل (الرسوم الصخرية في حائل).
والآن يوجد ١٠ مواقع سعودية في اللائحة التمهيدية يتم العمل على تسجيلها تباعاً بإذن الله.
وقد بدأ العمل فعلياً على تجهيز موقع واحة الأحساء ثم قرية رجال ألمع للتسجيل خلال العامين القادمين بإذن الله..
- لائحة التراث الشفوي:
دخلت المملكة اللائحة لأول مرة في عام ٢٠١٥ عبر تسجيل (العرضة النجدية/ السعودية).
وفي الشهر الماضي من هذا العام تم تسجيل (رقصة المزمار).
كما تم تسليم ملف (القط العسيري) لليونسكو للتقييم والتصويت عليه في شهر نوفمبر من العام القادم بإذن الله.
- كراسي اليونسكو/ السعودية:
تم إنشاء ١٢ كرسيا أكاديميا بين الجامعات السعودية ومنظمة اليونسكو.
وقد تنوعت اختصاصات هذه الكراسي بين الدراسات الإنسانية والدراسات العلمية التطبيقية بالانسجام والتناغم مع اهتمامات اليونسكو في قطاعاتها المختلفة.
- إنشاء مركز اليونسكو الإقليمي للجودة في التعليم:
وهو المركز الأول من نوعه في المنطقة العربية في مجال الجودة في التعليم. وقد تأسس بقرار من مجلس اليونسكو في عام ٢٠١٢ بحيث يكون مقره المملكة العربية السعودية.
وقد بدأ المركز بالفعل يباشر أعماله من خلال مقره بالرياض في تطوير البنية الأساسية لتجويد التعليم في الدول العربية كافة.
- ضم جمعية (حرفة) النسوية كأول مؤسسة مجتمع مدني سعودية في اليونسكو.
- كما تم مؤخراً ضم (الجمعية السعودية للمحافظة على التراث) ضمن المؤسسات المهنية الدولية في المنظمة.
- النفوذ السعودي في اليونسكو:
في عام ٢٠١٣ صدر تقرير استطلاعي عن (الدول العشر الأكثر نفوذاً في منظمة اليونسكو) وقد كانت المملكة هي الدولة العربية والإسلامية الوحيدة بين هذه الدول.
وقد تم تكريم المندوب السعودي الدائم لدى اليونسكو خلال مدة عمله بثلاثة أوسمة:
• وسام وميدالية الرئاسة الفلسطينية من لدن الرئيس الفلسطيني، تقديراً لجهوده الاستثنائية في مساندة قرار ضم دولة فلسطين عضوا كامل العضوية في منظمة اليونسكو، في عام ٢٠١١م.
• درع الاستحقاق من جمهورية لبنان، تقديراً لجهوده في تأسيس احتفالية (اليوم للغة العربية) عام ٢٠١٢م..
• كما منح لقب (سفير السلام) من لدن الاتحاد العالمي للسلام، تقديراً لإسهاماته المنبرية والكتابية في تعزيز التقارب بين الثقافات.